Queen Rania Foundation
instruction

تفريد التعليم

أثر متوسّط بتكلفة منخفضة جدًّا بناء على أدلّة محدودة.

المزيد
التكلفة
قوة الأدلة
الأثر (شهر)
+4
حجم التأثير
0.27

ما هو؟

يتضمّن تفريد التّعليم إعطاء مهامَّ مختلفة لكلّ من الطّلبة على حدة وتقديم الدّعم على المستوى الفرديّ، ويعتمد على فكرة اختلاف الاحتياجات للطّلبة. لذلك؛ فإنّ الأسلوب الذي يُصمَّم فرديًّا، خاصّة فيما يتعلّق بالأنشطة الّتي يضطلع بها الطّلبة وسرعة إحرازهم للتقدّم في المناهج الدّراسيّة، سيكون أكثر فاعليّة. على مرّ السّنين، خضعت نماذج مختلفة من تفريد التّعليم للأبحاث، خاصّة في موادّ مثل الرّياضيّات؛ حيث يمكن للطّلبة إتمام مجموعات أنشطة فرديّة بشكلٍ مستقلّ إلى حدّ كبير، كما استُخدمت في الآونة الأخيرة التكنولوجيا الرّقميّة لتيسير الأنشطة الفرديّة وتقديم التّغذية الرّاجعة.

النّتائج الرّئيسة

1. يمكن لتفريد التّعليم أن يكون أسلوبًا فعّالًا لرفع مستوى تحصيل الطّلبة، لكن قد يكون من الصّعب تطبيقه نظرًا لزيادة متطلّبات تنظيم الأنشطة الفرديّة ومتابعتها من قبل المعلّم.

2. تشير الدّراسات الّتي تناولت تفريد التّعليم للطّلبة الأكبر سنًا في المرحلة الثّانويّة إلى آثار أكبر؛ فربّما يزداد الأثر عندما يكون الطّلبة أكثر مهارة في إدارة تعلّمهم.

3. ثمّة أدلّة على إمكانيّة استخدام التكنولوجيا الرّقميّة بشكل فعّال لتقديم تفريد التّعليم، واستَخدَمَت العديد من هذه الدراسات التكنولوجيا الرّقميّة إلى جانب دروس المجموعات الصّغيرة؛ إذ يقدّم المعلّمون تعليمًا مُوجَّهًا للطّلبة الّذين لا يتعاملون مع التكنولوجيا.

4. قد يشكّل تعليم المجموعات الصّغيرة أسلوبًا واعدًا آخر يُسهم في تلبية احتياجات الطّلبة المختلفة دون تقليل إجماليّ وقت التّدريس الّذي يتلقّونه.

ما مدى فاعليّة الأسلوب؟

يتمثّل أثر أسلوب تفريد التّعليم في إحراز تقدّم يعادل 4 أشهر إضافيّة في المتوسّط.

لكنّ ثمّة تفاوتًا كبيرًا وراء هذا المتوسّط، الّذي يمكن تفسيره إلى حدٍّ ما بتحدّيات تطبيق الأسلوب بشكل فعّال دون تقليص وقت التّعلّم التّفاعليّ. وبالنسبة للأساليب التي تُطبَّق في الصّفوف الدّراسيّة، يبدو أنّ دور المعلم قد يصبح إداريًّا بصورة أكبر؛ إذ تزداد الحاجة إلى تنظيم أنشطة التّعلّم ومتابعتها على نحو يتيح وقتًا أقلّ للتّفاعل التّربويّ عالي الجَوْدة؛ لذلك فإنّ تفريد التّعليم يمكن استخدامه على نحو أفضل بوصفه مكمّلاً للتّدريس الصّفّيّ، وليس بديلاً عنه.

تضمّنت بعض الدّراسات الحديثة الّتي تشير إلى آثار إيجابيّة في المتوسّط استخدامَ التكنولوجيا الرّقميّة، بالإضافة إلى التّقييم التّشخيصيّ وتقديم التّغذية الرّاجعة لتفريد التّعليم. على سبيل المثال: قد تمكّن التكنولوجيا المعلّمين من تقديم المزيد من التّغذية الرّاجعة الفوريّة حول المهامّ الفرديّة (للمزيد من التفاصيل حول أثر التّغذية الرّاجعة، انظر: هنا).

ثمّة عدد قليل من الدّراسات الّتي بحثت في التّغذية الرّاجعة المُقدّمة من الأقران في إطار تفريد التّعليم، وتبيّن أنّ نتائج هذه الدّراسات إيجابيّة في المتوسّط. 

أشارت الأدلّة في العالم العربيّ إلى أنّ تفريد التّعليم استراتيجيّة واعدة لتلبية احتياجات الطّلبة وتحسين تعلّمهم. وقد ذكرت الدّراسات الّتي أُجريت في المملكة العربيّة السّعوديّة والإمارات العربيّة المتّحدة والأردن والجزائر وعُمان أنّه عندما يستخدم المعلّمون أساليب تدريس متمايزة ويصمّمون المهام بناء على الفروقات الفرديّة للطّلبة، فإنّ تحصيلهم ومشاركتهم في التّعلّم وثقتهم بأنفسهم تتحسّن.  

سلّط الباحثون الضّوء أيضًا على بعض العوائق المحتملة الّتي تحول دون استخدام المعلّمين لاستراتيجيّة تفريد التّعلّم بوصفها أسلوبًا للتّدريس داخل صفوفهم. تتضمّن الأمثلة على العوائق الرّئيسة عدم تدريب المعلّمين، وحجم الصّفوف الدّراسية الكبير، ونقص المعدّات والأدوات التّعليميّة. 

وحتّى الآن، تعدّ الأبحاث حول تفريد التّعليم محدودة في هذه المنطقة على الّرغم من تحقّق بعض الفوائد، وثمّة حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث في هذا المجال، لا سيّما لجمع بيانات تتعلّق بحقيقة فهم المعلّمين لاستراتيجيّة التّعليم المتمايز وتوظيفها في تدريسهم. إضافة إلى ذلك، ثمّة حاجة لإجراء دراسات طوليّة لدراسة أثر استخدام المنصّات عبر الإنترنت لتفريد التّعليم في تحفيز الطّلبة ومشاركتهم وأدائهم على المدى الطّويل، وإجراء مزيد من الأبحاث المستقبليّة على عيّنات أكبر حجمًا للتّأكّد من صحّة النّتائج الّتي توصّلت إليها. 

ما وراء متوسّط الأثر

تشير الدّراسات في المدارس الثّانويّة إلى تأثيرات أعلى (+4 أشهر) منها في المدارس الابتدائيّة (+3 أشهر)، وقد يشير ذلك إلى أنّ توفّر قَدْر من الاستقلاليّة واستراتيجيّات التّنظيم الذّاتيّ الرّاسخة يعزّز فاعليّة تفريد التّعليم.

عادةً ما تكون الآثار في العلوم أعلى (+4 أشهر) منها في الرّياضيّات أو القراءة (+3 أشهر).

يشير عدد من الدّراسات إلى إمكانيّة دعم المعلّمين المساعدين للأساليب الفرديّة بشكل فعّال.

تبيّن أنّ الأساليب الّتي تنطوي على استخدام التكنولوجيا الرّقميّة لتفريد التّعليم تمتلك الفاعليّة نفسها الّتي تُظهرها الأساليب الّتي لا تنطوي على استخدام التكنولوجيا.

أجريَت دراسات في 12 دولة حول العالم وتبيّن أنّ الآثار متشابهة عمومًا.

سدّ فجوة الطّلبة الأقلّ حظًّا

 قد يكون الطّلبة الأقلّ حظًّا أكثر تأثّرًا بارتفاع معدّلات الغياب عن المدرسة وتدنّي التّحصيل في المتوسّط، مقارنةً بأقرانهم الأكثر حظًّا، ممّا يعني أنّ الطّلبة الأقلّ حظًّا أكثر احتمالًا لأن يعانوا من فجوات في مستوى فَهْمهم أثناء تقدّمهم في المدرسة، على نحو سيؤثّر على السّرعة والسّهولة في اكتساب التّعلّم الجديد، كما سيؤثّر على ربطهم هذا التّعلّم بما سبق أن تعلّموه.

 بالنّسبة للطّلبة الّذين تبيّن أنّهم ذوو تحصيل متدنٍّ أو معرّضون للتّعثّر، قد يتيح تفريد التّعليم للمعلّم تقديم أنشطة تتوافق تمامًا مع مستوى تحصيلهم، ويمكن أن يساعدهم ذلك في تعزيز مهاراتهم في التّعلّم والممارسة أو تطوير إتقانهم قبل التقدّم إلى المرحلة التّالية من المنهاج الدّراسيّ، شريطة أن تكون لديهم المهارات اللّازمة لإدارة تعلّمهم بشكل مستقلّ، كما يمكن للتّقييم والتّغذية الرّاجعة المُوجَّهَيْن دعم الطّلبة في معالجة المفاهيم الخاطئة أو التّغلّب على عوائق محدّدة تحول دون التّعلّم.

كيف يمكن تطبيقه في سياقك؟

يهدف تفريد التّعليم إلى تحسين المخرجات التّعليميّة من خلال توفير الدّعم المُوجَّه للطّلبة. ولضمان فاعليّة الأسلوب، ينبغي للمدارس النّظر في سُبُل توفير الآتي:

  • تقييمات دقيقة لفجوات التّعلّم لدى الطّلبة واحتياجاتهم.
  • الأنشطة الّتي تتوافق تمامًا مع مستوى معرفة الطّلبة أو فهمهم أو مهاراتهم.
  • التّغذية الرّاجعة الفرديّة سواء من المعلّمين أو الأقران.

في بعض الدّراسات، قُدِّمت هذه العناصر بوساطة التكنولوجيا الرّقميّة؛ على سبيل المثال: من خلال أنظمة التّدريس الذّكيّة الّتي توفّر تغذية راجعة وتقييمات تستجيب لاحتياجات الطّلبة.

يمكن تنفيذ تدخّلات تفريد التّعليم عبر مجموعة من النّماذج الّتي تشمل التّعلّم المستقلّ والأنشطة الصّفّيّة بدعم من المعلّم أو المعلّم المساعد، واستخدام التكنولوجيا الرّقميّة التي طُوِّرت لدعم الأنشطة الفرديّة بالتّقييم والتّغذية الرّاجعة.

ينبغي لمديري المدارس النّظر في السبل الأفضل لمتابعة الأساليب لضمان تطبيق أسلوب تفريد التعليم بشكلٍ فعّال، ومن المهمّ ضمان استخدام أنشطة تفريد التّعليم لتكملة التّفاعل عالي الجَوْدة للطّلبة مع المعلّم وليس استبداله، ويمكن لمديري المدارس أيضًا النّظر في أساليب المجموعات الصّغيرة بوصفها وسيلة للممارسة الفعّالة بالنّسبة للطّلبة، وهي وسيلة يتابعها المعلّم المساعد ويدعمها.

عند تقديم أساليب جديدة، ينبغي للمدارس النّظر في عمليّة تطبيقها. لمزيد من المعلومات، انظر: الاستفادة من الأدلّة – دليل التّنفيذ للمدارس.

 

كم تبلغ التّكلفة؟

متوسّط تكلفة تفريد التّعليم منخفض جدًّا، وتعتمد التّكاليف الّتي تتحمّلها المدارس إلى حدّ كبير على التّطوير المِهْنيّ للمعلّمين، والتّدريب، والتّكلفة المرتبطة بالموارد الرّقميّة والبرمجيّات الخاصّة بالأساليب الفرديّة.

كما يتطلّب تطبيق تفريد التّعليم قدرًا قليلًا من وقت المعلّمين الإضافيّ مقارنة بالأساليب الأخرى؛ إذ تُنفَّذ التّدخّلات خلال وقت الدّرس إلى حدّ كبير.

لا يوجد معلومات حتّى الآن عن التّكاليف عربيًّا.

ما مدى موثوقيّة الأدلّة؟

صُنِّفت موثوقيّة الأدلّة حول تفريد التعليم على أنّها محدودة، وحُدِّدت 198 دراسة، وعمومًا، فقدَ الموضوع ثلاثة أقفال إضافيّة للأسباب الآتية:

  • أجريت مؤخّرًا نسبة ضئيلة من الدّراسات، ممّا يشير إلى أنّ البحث قد لا يمثّل الممارسات الحالّيّة.
  • لم تخضع نسبة كبيرة من الدّراسات للتّقييم بشكلٍ مستقلّ؛ فالتّقييمات الّتي تجريها المنظّمات المرتبطة بالأسلوب، مثل مقدّمي الخِدْمات التّجاريين، عادةً ما تشير إلى آثار أكبر، ممّا قد يؤثّر على الأثر الكُلّيّ للعنصر.
  • ثمّة قدر كبير من التّباين غير المُفسّر بين النّتائج المدرجة في الموضوع؛ لذا فمن المهمّ النّظر إلى ما وراء المتوسّط. ويجعلنا هذا التّباين غير المُفسّر أقلّ يقينًا بالنّتائج المستنتجة عبر طرق لم نتمكّن من اختبارها خلال النّظر في تأثير السّياق أو المنهجيّة أو الأسلوب في الأثر.

وكما هو الحال مع أيّ مراجعة للأدلّة، تُلخّص مجموعة الأدوات متوسّط أثر الأساليب الخاضعة للأبحاث في الدّراسات الأكاديميّة. ومن المهمّ مراعاة سياقك واستخدام تقديرك المِهْنيّ عند تطبيق الأسلوب في بيئتك.

الشركاء