Queen Rania Foundation
feedback

التغذية‌ ‌الراجعة‌ ‌ ‌

أثر كبير بتكلفة منخفضة جدًّا بناء على أدلّة واسعة.

المزيد
التكلفة
قوة الأدلة
الأثر (شهر)
+6
حجم التأثير
0.48

ما هو؟

التّغذية الرّاجعة هي المعلومات المُقدَّمة إلى الطّلبة حول أدائهم فيما يتّصل بأهداف التعلّم أو مخرجاته، وينبغي لهذه التّغذية الرّاجعة أن تهدف إلى تحقيق التحسّن في تعلّم الطّلبة، وأن تُقدَّم بطريقة تستطيع عبرها تحقيق ذلك.

وتُعيد التّغذية الرّاجعة توجيه أعمال الطّلبة أو تركيزها بغية تحقيق هدفٍ معيّنٍ؛ وذلك عن طريق مواءمة الجهد والنّشاط مع المخرجات التعليميّة للطّلبة. ويمكن أن تتّصل التّغذية الرّاجعة أيضًا بمخرجات النّشاط أو بآليّة سيره، أو بإدارة الطّلبة لعمليّة تعلّمهم، أو بالتّنظيم الذّاتيّ لديهم، أو يمكن أن تتّصل بهم أنفسهم، وتعدّ الأخيرةُ الأقلّ فاعليّة غالبًا.

ويمكن للتّغذية الرّاجعة أن تكون شفهيّةً أو مكتوبة، أو أن تُقدّم من خلال الاختبارات أو بوساطة التّكنولوجيا الرَّقْمية، وقد يقدّمها المعلّم أو القائم بأيّ دورٍ تعليميٍّ أو الأقران (انظر: تدريس الأقران).

 

النّتائج الرّئيسة

1.يستند تقديم التّغذية الرّاجعة إلى أدلّةٍ قويّةٍ، ولها أثرٌ كبيرٌ في المخرجات التّعليميّة. وتُركّز التّغذية الرّاجعة الفعّالة عادةً على المهمّة والمادّة الدّراسيّة واستراتيجيّات التّنظيم الذّاتيّ؛ إذ تقدّم معلوماتٍ محدّدةً حول سُبل التّحسُّن لدى الطّلبة.

2. يمكن للتّغذية الرّاجعة أن تكون فعّالةً أثناء التّعلّم وبعده بفترةٍ قصيرةٍ أو مباشرةً. ولا ينبغي لسياساتها أن تحدّد عدد مرّات تقديمها بتفصيل مفرط.

3. تتنوّع مصادر التّغذية الرّاجعة؛ فقد أظهرت الدّراسات آثارًا إيجابيّةً لها حين تُقدَّم مِن المعلّمين والأقران، كما أنّ المقدّمة منها بوساطة التكنولوجيا الرَّقْميّة ذات آثار إيجابيّةٍ أيضًا، وإن كانت أقلّ قليلًا من المتوسّط الكلّي.

4. يمكن لمختلف طرق تقديم التّغذية الرّاجعة أن تكون فعّالة، وعليها ألَّا تقتصر على التّصحيح الكتابيّ فقط؛ فقد أشارت الدّراسات الّتي تناولت أسلوب التّغذية الرّاجعة الشّفهيّة إلى أنّ الأثر الكلّي أعلى قليلًا (+7 أشهر). وقد تُمثّل علامات التّصحيح الكتابيّ جزءًا واحدًا من استراتيجيّة التّغذية الرّاجعة الفعّالة، إلّا أنّ من الضّروريّ رصد آثارها المترتّبة على أعباء المعلّمين.

5. من المهمّ تقديم التغذية الرّاجعة عندما يكون الأداء جيّدًا أو صحيحًا، وليس عندما يكون ضعيفًا فقط. ويمكن أن تركّز التّغذية الرّاجعة عالية الجَوْدة على المهامّ والموادّ واستراتيجيّات التّنظيم الذّاتيّ.

ما مدى فاعليّة الأسلوب؟

تميل الدّراسات الّتي تناولت أسلوب التّغذية الرّاجعة إلى إظهار أثرها الكبير في التّعلّم، غير أنَّ ثمَّة عددًا كبيرًا من الآثار وبعض الدّراسات الّتي تُظهر أنَّ آثار التّغذية الرّاجعة يمكن أن تكون سلبيَّةً وتؤدّي إلى نتائج أسوأ.

وتوجد آثارٌ إيجابيّةٌ لعددٍ كبيرٍ من أساليب التّغذية الرّاجعة، بما في ذلك المقَّدمة منها بوساطة التكنولوجيا أو الأقران، لكنّ أثرها الأعلى يكون عندما تقدَّم بوساطة المعلّمين. ومن المهمّ أنّ تُقدَّم عندما يكون الأداء جيّدًا أيضًا وألّا يقتصر استخدامها على تحديد الأخطاء.

وتتضمّن العديد من الدّراسات الّتي تناولت التّغذية الرّاجعة ممارساتٍ أخرى؛ فعلى سبيل المثال: تَجمَع أساليب "التعلم للإتقان" بين التّغذية الرّاجعة والدّعم الإضافيّ للطّلبة المتعثّرين، في حين تتضمّن غيرها من الأساليب -مثل "التقييم التّكوينيّ"- العملَ على فَهْم فجوات محدّدة في التّعلّم تتعيّن معالجتها وتحديد الكيفيّة الّتي يريد بها المعلّم للطّالب أن يحرز تقدُّمًا فيها.

للتّغذية الرّاجعة آثارٌ تطال الفئات العمريّة جميعها، وقد ركّزت الأبحاث في المدارس بشكلٍ خاصٍّ على أثر التّغذية الرّاجعة على اللّغة الإنجليزيّة والرّياضيّات، وعلى العلوم بدرجةٍ أقلّ.

 

يمكن أن يُمثّل تضمين "التّقييم التّكوينيّ" بشكلٍ مباشرٍ في المدارس عنصرًا رئيسًا لإرساء أسس التّغذية الرّاجعة الفعّالة، وقد جرّبت مؤسّسة الوقف التّعليميّ (EEF) تضمين التّقييم التّكوينيّ في المدارس الإنجليزيّة ووجدت أنّ له أثرًا إيجابيًّا في المتوسّط.

أظهرت الأدلّة حول التّغذية الرّاجعة في العالم العربيّ الأثر الفعّال للتّغذية الرّاجعة المكتوبة في مهارات الكتابة لدى الطّلبة، وذكرت الدّراسات الّتي أُجريت في العراق والأردن وعُمان والمملكة العربيّة السّعوديّة أنّه كلّما قدّم المعلّمون للطّلبة تغذية راجعة مكتوبة بنّاءة وإيجابيّة، شجّع ذلك الطّلبة أكثر على الكتابة، وحسّن جودة كتاباتهم. وقد أدّت التّغذية الرّاجعة بين الأقران في الإمارات العربيّة المتّحدة والكويت إلى تحسين مهارات الكتابة في الّلغة الإنجليزيّة لدى الطّلبة بشكل كبير، وزادت أيضًا تفاعل الطّلبة وتقبّلهم التعلّم التعاوني.  

سلّط الباحثون الضّوء أيضًا على بعض العوائق المحتملة الّتي تحول دون استخدام المعلّمين للتّغذية الرّاجعة كأسلوب تدريس لتصحيح الأخطاء، واشتملت الأمثلة على عدم تدريب المعلّمين على تقديم التّغذية الرّاجعة البنّاءة للصّفوف الدّراسيّة الكبيرة، الأمر الذي يؤخّر المعلّمين عن متابعة تقدّم الطّلبة وتقديم التّغذية الرّاجعة المناسبة لكلّ متعلّم.

وحتّى الآن، تُعدّ الأبحاث الّتي تتناول التّغذية الراجعة التّصحيحيّة المعدّة مسبقًا والمُقدّمة في الّتعليم الإلكترونيّ محدودة في هذه المنطقة، على الّرغم من وجود عدد من المنافع المتّحققة منها. كما أنّ ثمّة حاجة للمزيد من الأبحاث في هذا المجال، بما في ذلك استخدام الأساليب المختلفة وحُزم البرامج، وتجريب الكتابة من مناظير مختلفة.

ما وراء متوسّط الأثر

يبدو أنّ للتّغذية الرّاجعة آثارًا أكبر قليلًا على طلبة المرحلة الابتدائيّة (+7 أشهر) منها على طلبة المرحلة الثّانويّة (+5 أشهر).

التّأثيرات كبيرةٌ في موادّ المناهج الدّراسيّة جميعها، لكنّها أكبر قليلًا في مادّتَي الرّياضيّات والعلوم.

عادةً ما يستفيد الطّلبة ذوو التّحصيل المتدنّي من التّغذية الرّاجعة المباشرة والواضحة أكثر من الطّلبة ذوي التّحصيل العالي.

مع أنّ بعض الدّراسات قد نجحت في إثبات فوائد التّغذية الرّاجعة الرَّقْميّة، إلا أنّ الأثر عادةً ما يكون أقلّ قليلًا (+ 4 أشهر).

سدّ فجوة الطّلبة الأقلّ حظًّا

ثمّة أدلّةٌ تشير إلى أنّ التّغذية الرّاجعة الّتي تتضمّن أساليب "ما وراء المعرفة" و"التّنظيم الذّاتي" قد يكون لها أثر أكبر على الطّلبة الأقلّ حظًّا والأقلّ تحصيلًا مقارنةً بالطّلبة الآخرين. ويحتاج الطّلبة إلى تغذية راجعة واضحة وقابلة للتّطبيق ليتمكّنوا من توظيف استراتيجيّات ما وراء المعرفة أثناء تعلّمهم. وتساعدهم معلومات التّغذية الرّاجعة في فَهْم نقاط قوّتهم ومواطن التّحسين، ومن ثَمَّ يستطيعون تحديد 

كيف يمكن تطبيقه في سياقك؟

قد يكون للتّغذية الرّاجعة أثرٌ إيجابيٌّ من خلال دعم الطّلبة لتوجيه الاهتمام في التّعلّم المستقبليّ نحو نقاط الضَّعف؛ وذلك من خلال تحديد المفاهيم الخاطئة وشرحها، ودعمهم لتحمّل مسؤوليّةٍ أكبر عن تحسين أدائهم، أو من خلال زيادة دافعيّتهم للتّحسين.

ويتطلّب تطبيق أسلوب تقديم التّغذية الرّاجعة بنجاح ما يلي:

  • التّواصل مع الطّلبة والمعلِّمين وأولياء الأمور حول الممارسات والتوقّعات المتعلّقة بسياسات التّغذية الرّاجعة.
  • تقييم فَهْم الطّلبة للتّعرّف إلى سُبل التّحسين.
  • مراعاة "تكلفة الفرصة البديلة" المرتبطة بممارسات التّغذية الرّاجعة المختلفة.
  • التأكّد من إمكانيّة تطبيق التّغذية الرّاجعة المقدّمة؛ مثل تضمين معلوماتٍ محدّدةٍ حول ما أنجزه الطّالب بنجاحٍ أو ما لم ينجح به، مع توضيح سبب ذلك.
  • النّظر بعنايةٍ في كيفيّة تلقّي التّغذية الرّاجعة، ويشمل ذلك آثارها على الثّقة بالنّفس والدّافع.
  • إتاحة الفرص للطّلبة للاستجابة للتّغذية الرّاجعة بعد تقديمها لهم.
  • تقييم مدى فاعليّة التّغذية الرّاجعة.

تختلف تدخّلات التّغذية الرّاجعة من حيث مدّتها؛ فيكون بعضها بمثابة أساليب قصيرةٍ وموجّهة تعالج المفاهيم الخاطئة لدى الطّلبة خلال أسابيع أو حتّى أيام، وتُستخدَم طرقٌ أخرى ضمن نطاقٍ أوسع لمتابعة تقدّم الطلبة ودعمهم على مدى عدّة أشهر.

عند تقديم أساليب جديدة، ينبغي للمدارس النّظر في عمليّة تطبيقها. لمزيد من المعلومات، انظر: الاستفادة من الأدلّة – دليل التّنفيذ للمدارس.

 

كم تبلغ التّكلفة؟

تشير الأدلة العالمية إلى أن متوسّط تكلفة التّغذية الرّاجعة وتدخّلاتها منخفضٌ جدًّا، وتعتمد التّكاليف الّتي تتحمّلها المدارس إلى حدٍّ كبيرٍ على التّدريب. ويتطلّب تنفيذ التّغذية الرّاجعة وتدخّلاتها قدرًا معتدلًا ومستدامًا من وقت الموظّفين مقارنةً بالأساليب الأخرى.

إلى جانب الوقت والتّكلفة، ينبغي لمديري المدارس النّظر في سُبل تحقيق الاستفادة القصوى من التّطوير المِهني للمعلمين؛ لدعمهم في تقديم تغذيةٍ راجعةٍ فعّالة، وتجنّب الأساليب الّتي تزيد من العبء عليهم دون تزويد الطّلبة بالمعلومات اللَّازمة لتحسين الأداء.

لا يوجد معلومات حتّى الآن عن التّكاليف عربيًّا.

ما مدى موثوقيّة الأدلّة؟

صُنّفت موثوقيّة الأدلّة حول التّغذية الرّاجعة بأنَّها عالية، واستوفت 155 دراسة معايير الإدراج في مجموعة الأدوات. وفقدَ الموضوع قفلًا لأنّ نسبةً كبيرةً من الدّراسات ليست تجارِب عشوائيَّةً مضبوطة. وفي حين ما تزال التّصميمات البحثيّة الأخرى تقدّم معلوماتٍ مهمّةً حول فاعليّة الأساليب، إلّا أنّها تنطوي على خطر تأثّر النّتائج بعوامل مجهولة لا تشكّل جزءًا من التّدخّل.

وكما هو الحال مع أيّ مراجعةٍ للأدلّة، تُلخّص مجموعة الأدوات متوسّط أثر الأساليب الخاضعة للأبحاث في الدّراسات الأكاديميّة. ومن المهمّ مراعاة سياقك واستخدام تقديرك المِهنيّ عند تطبيق الأسلوب في بيئتك.

روابط لتقارير إرشاديّة ذات صلة/ مشاريع تابعة لمؤسّسة الوقف التّعليميّ (EEF):

التّقرير الإرشاديّ للتّغذية الرّاجعة المُقدّمة من المعلّمين لتحسين تعلّم الطّلبة

روابط لتقارير إرشاديّة ذات صلة/ مشاريع تابعة لمؤسّسة الملكة رانيا (QRF):

الدّليل الإرشاديّ للتّغذية الرّاجعة (في شهر تموز/يوليو ٢٠٢٣)

الشركاء