Queen Rania Foundation
SEL

التعلّم الاجتماعي والعاطفي

أثر متوسّط بتكلفة منخفضة جدًّا بناء على أدلّة محدودة جدًّا.

المزيد
التكلفة
قوة الأدلة
الأثر (شهر)
+4
حجم التأثير
0.33

ما هو؟

تسعى تدخّلات التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ (SEL) إلى تحسين مهارات اتّخاذ القرار لدى الطّلبة وتفاعلهم مع الآخرين وإدارة مشاعرهم، ولا تركّز مباشرة على العناصر الأكاديميّة أو المعرفيّة للتّعلّم.

قد تركّز تدخّلات التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ على طرق عمل الطّلبة مع أقرانهم ومعلّميهم وأسرهم ومجتمعهم.

يمكن تحديد ثلاث فئات لتدخّلات التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ على النّحو الآتي:

  • الأساليب الّتي تُطبَّق على مستوى المدرسة لتطوير الرّوح الإيجابيّة للمدرسة الّتي تهدف أيضًا إلى دعم زيادة المشاركة في التّعلّم.
  • البرامج الشّاملة التي تُقدّم عادة في الصّفّ الدّراسيّ بمشاركة الصّفّ بأكمله.
  • البرامج الأكثر تخصّصًا الّتي تستخدِم عناصر التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ، وهي البرامج الموجّهة نحو الطّلبة ذوي الاحتياجات الاجتماعيّة أو العاطفيّة الخاصّة.

النّتائج الرّئيسة

1. لأساليب التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ أثر إيجابيّ يتمثّل في إحراز تقدّم يعادل 4 أشهر إضافيّة في المتوسّط في المخرجات التّعليميّة على مدى العام الدّراسيّ، إلّا أنّ الأدلّة على هذه النتيجة محدودة جدًّا؛ لذا ينبغي أن تكون المدارس حريصة بشكل خاصّ على رصد فاعليّة أساليب التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ في بيئاتها.

2. تركّز الدّراسات في مجموعة الأدوات بشكل أساسيّ على المخرجات التّعليميّة، لكن من المهمّ النّظر في الفوائد الأخرى لتدخّلات التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ؛ فالقدرة على إدارة المشاعر بشكل فعّال مفيدة للأطفال والشّباب حتى لو لم تنعكس على النّتائج في القراءة أو الرّياضيّات.

3. يبدو أنّ للأساليب المُوجَّهة الّتي تستهدف التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ آثارًا أكبر في المتوسّط، إلّا أنّه لا ينبغي النّظر إلى الأساليب بمعزل عن غيرها؛ لأنّ معظم المدارس سترغب في استخدام مزيج من أساليب التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ الّتي تُطبّق في الصّفّ بأكمله، والدّعم الموجّه للطّلبة ذوي الاحتياجات الاجتماعيّة والعاطفيّة الخاصّة.

4. تشير الأدلّة إلى أنّ الأساليب الّتي تركّز على تحسين التّفاعل الاجتماعيّ بين الطّلبة واعدة بشكلٍ خاصّ.

ما مدى فاعليّة الأسلوب؟

يتمثّل متوسّط أثر تدخّلات التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ النّاجحة في إحراز تقدّم يعادل أربعة أشهر إضافيّة على مدى العام، إلّا أنّ الأدلّة على هذه النّتيجة محدودة جدًّا؛ لذا ينبغي للمدارس رصد فاعليّة هذه الأساليب في بيئاتها بدقّة. وبالإضافة إلى المخرجات التّعليميّة، فإنّ لتدخّلات التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ أثرًا محدّدًا ومهمًّا في مواقف الطّلبة تجاه التّعلّم، وعلاقاتهم الاجتماعيّة في المدرسة.

برغم أنّ تدخّلات التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ يُنظر إليها دائمًا على أنّها تُحسّن النّتائج العاطفيّة أو السّلوكيّة، إلّا أنّها ليست على القدر نفسِهِ من الفاعليّة لرفع مستوى التحصيل؛ إذ يزداد احتمال التّحسّن عندما تُدمَج أساليب التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ في الممارسات التّعليميّة الروتينيّة، وتُدعم بالتّطوير المِهْنيّ والتّدريب للمعلّمين. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنّ تنفيذ البرنامج ودرجة التزام المعلّمين بالأسلوب أمران مهمّان في هذا المجال.

يُعدّ تطوير التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ (SEL) للطّلبة أسلوبًا فعّالًا لزيادة رفاههم وتحصيلهم الأكاديميّ بشكل عامّ. ولم تبحث الدّراسات في العالم العربيّ للأسف بعدُ في العلاقة بين هذه المتغيّرات، لكنّها ركّزت بدلًا عن ذلك على الأسباب الكامنة وراء المشكلات الاجتماعيّة والعاطفيّة للطّلبة من رياض الأطفال وحتّى الصّف الثّاني عشر.  

ففي مصر، كان الافتقار إلى المرافق التّرفيهيّة، والمجتمعات المنغلقة خاصّةً في المناطق الرّيفيّة، ووضع الأسرة الاجتماعيّ والاقتصاديّ أسبابًا تقف وراء زيادة المشكلات الاجتماعيّة والعاطفيّة، لا سيّما بين المراهقين. وفي الأردن كان نمط التّربية الحازم أو المتساهل من العوامل الّتي لها ارتباط سلبيّ بالذّكاء العاطفيّ لطلبة رياض الأطفال، ونتيجة لذلك لم يستطع الأطفال إدارة عواطفهم، وكان تقديرهم لذاتهم منخفضًا.  

 وحتّى الآن، لم يُبحث في نظرة التربويين، ولا سيما المعلمين، إلى تطوير التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ، ولهذا السّبب يفتقر الأدب النّظريّ لبيانات حول أفضل استراتيجيّات التّدريس الفعّالة المستخدمة لتحسين هذا التّعلّم. إضافة إلى ذلك، يُعدّ فهم المعلّمين لهذه المهارات، وكيفية دمجها في طرق تدريسهم لصالح الطّلبة محدودًا جدًا؛ لذلك أوصى الباحثون أن يضع مصمّمو المناهج الدّراسيّة كتبًا مدرسيّة تقوم على التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ، وتتضمّن مهارات حياتيّة معيّنة يستطيع المعلّمون دمجها في ممارسات التّدريس اليوميّة الخاصّة بهم. وعلى سبيل المثال في دراسة تجريبيّة أُجريت في مدرسة خاصّة في لبنان عام 2014، حقّق طلبة المرحلة الابتدائيةّ الّذين درسوا المناهج الدّراسيّة المبنيّة على مهارات اتّخاذ القرارات الاجتماعيّة (SDSC) تحسّنًا أكبر في ذكائهم العاطفيّ وسلوكاتهم الاجتماعيّة الإيجابيّة بالمقارنة مع أقرانهم في المجموعة الضّابطة.

وأخيرًا، يُوصى بأن يُجري الباحثون تحليلات مقارنة لدراسة برامج التّدخّلات الاجتماعيّة والعاطفيّة الأكثر فاعليّة، ويحدّدوا أثرها في المهارات الأكاديميّة ومهارات التّواصل واللّغة. كما توجد حاجة كبيرة لإجراء الدّراسات التّجريبيّة في هذا المجال لتحديد العلاقة السّببيّة بين هذه المتغيّرات من أجل تضمينها في المناهج، وإجراء الدّراسات الطوليّة لتكوين فهم أفضل عن العوامل النفسيّة والاجتماعيّة المحدِّدة للمشكلات السلوكيّة والعاطفيّة لدى المراهقين.   

ما وراء متوسّط الأثر

التّدخّلات المقدّمة لطلبة المرحلة الثّانويّة أكثر فاعليّة (+5 أشهر) من تلك التي قُيِّمت في المدارس الابتدائيّة (+4 أشهر).

تميل التّأثيرات إلى أن تكون أكبر قليلًا في نتائج مهارات القراءة والكتابة (+4 أشهر) منها في الرّياضيّات (+3 أشهر)

عادةً ما تكون التّدخّلات الّتي تركّز على تحسين التّفاعل الاجتماعيّ أكثر نجاحًا (+6 أشهر) من تلك الّتي تركّز على النّتائج الشّخصيّة والأكاديميّة (+4 أشهر) أو تلك الّتي تهدف إلى منع السّلوكات المزعجة (+5 أشهر).

يبدو أنّ الجلسات المتكرّرة القصيرة ( لمدّة 30 دقيقة أو نحو ذلك) (4-5 مرّات في الأسبوع) تشكّل التنظيم الأنجح للتّدخّلات.

سدّ فجوة الطّلبة الأقلّ حظًّا

في المتوسّط، تشير الأدلة إلى أنّ للأطفال من الأوساط الأقلّ حظًّا -من الأعمار جميعها- مهارات تعلّم اجتماعيّ وعاطفيّ أضعف من أقرانهم الأكثر حظًّا، ويُحتمَل أن تؤثّر هذه المهارات على مجموعة من النّتائج بالنّسبة للطّلبة: يرتبط تدنّي مستويات مهارات التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ بسوء الصّحّة النّفسيّة وانخفاض التّحصيل الأكاديميّ.

تبيّن أنّ تدخّلات التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ في مجال التّعليم تعمل على تحسين مهارات التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ، ومن ثَمّ فمن المرجّح أن تُمكِّن الطّلبة الأقلّ حظًا من بناء علاقات صحّيّة مع أقرانهم وزيادة التّنظيم الذّاتيّ العاطفيّ، وقد يؤدّي كلاهما لاحقًا إلى تحسين مستوى التّحصيل الأكاديميّ.

ينبغي للمدارس النّظر بعناية في سبل استخدام الأساليب الموجّهة لدعم الطّلبة ذوي الاحتياجات الاجتماعيّة أو العاطفيّة الإضافيّة، وتعتمد احتياجات التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ على مجموعة متنوّعة من العوامل الّتي قد لا تتوافق مع التّقدّم الأكاديميّ، وينبغي رصدها بعناية.

كيف يمكن تطبيقه في سياقك؟

التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ مهمّ في حدّ ذاته، وقد تتضمّن الآليّة التي تؤثّر بها الأساليب على المخرجات التّعليميّة تحسينَ الانخراط في التّعلّم أو مهارات التّنظيم الذاتيّ، وفي حال كانت المدارس تسعى إلى تحسين مهارة معيّنة، فينبغي لها أن تنظر بعناية إلى ما يلي:

  • كيفيّة تضمين أسلوب التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ ونمذجته على مستوى المدرسة.
  • كيفيّة تحديد الدّعم الموجَّه وتقديمه للطّلبة الّذين يحتاجون إلى دعم إضافيّ في التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ.

عادةً ما تُطبّق أساليب التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ على مدى فترة محدّدة مسبقًا في حال استخدامها بصورة تدخّل موجَّه (مثلًا لمدّة فصل دراسيّ)، مع أنّه يمكن أيضًا تطبيقها على مدى العام الدراسيّ (مثلًا إذا كان الغرض منها إحداث تغيير على مستوى المدرسة).

عند تقديم أساليب جديدة، ينبغي للمدارس النّظر في عمليّة تطبيقها. لمزيد من المعلومات، انظر: الاستفادة من الأدلة – دليل التنفيذ للمدارس.

كم تبلغ التّكلفة؟

بشكل عامّ، تشير الأدلة العالمية إلى أن يُقدّر متوسّط تكاليف تطبيق أساليب التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ بأنّه منخفض جدًّا، وتنشأ التّكاليف المرتبطة بتدخّلات هذه الأساليب من التّدريب والتّطوير المِهْنيّ للمعلّمين، ومعظمها عبارة عن تكاليف أوّليّة.

على الرّغم من أنّ متوسّط التّكلفة التّقديريّة لأساليب التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ منخفض جدًّا، إلّا أنّ خيار شراء كتب وتوفير موارد وموادّ إضافيّة، والتّدريب والدّعم المستمرَّيْن، يعني أنّ التّكاليف قد تتراوح ما بين منخفضة جدًّا إلى متوسّطة. 

لا يوجد معلومات حتّى الآن عن التّكاليف عربيًّا.

ما مدى موثوقيّة الأدلّة؟

صُنِّفت موثوقيّة الأدلّة حول أساليب التّعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ على أنّها منخفضة جدًّا، واستوفت 54 دراسة معايير الإدراج في مجموعة الأدوات، وفقد الموضوع أقفالًا إضافيّة للأسباب التالية:

  • لم تخضع نسبة كبيرة من الدّراسات للتّقييم بشكلٍ مستقلّ؛ فالتقييمات الّتي تجريها المنظّمات المرتبطة بالأسلوب، مثل مقدّمي الخِدْمات التّجاريّين، عادةً ما تشير إلى آثار أكبر، ممّا قد يؤثّر على الأثر الكُلّيّ للعنصر.
  • ثمّة قدر كبير من التّباين غير المُفسّر بين النّتائج المدرجة في الموضوع؛ لذا فمن المهمّ النظر إلى ما وراء المتوسّط. ويجعلنا هذا التّباين غير المُفسّر أقلّ يقينًا بالنّتائج المستنتجة عبر طرق لم نتمكّن من اختبارها خلال النّظر في تأثير السّياق أو المنهجيّة أو الأسلوب في الأثر.

وكما هو الحال مع أيّ مراجعة للأدلّة، تُلخّص مجموعة الأدوات متوسّط أثر الأساليب الخاضعة للأبحاث في الدّراسات الأكاديميّة. ومن المهمّ مراعاة سياقك واستخدام تقديرك المِهْنيّ عند تطبيق الأسلوب في بيئتك.

الشركاء