Queen Rania Foundation
LRF

لنقرأ بطلاقة!

تقرير التقييم التجريبي

المزيد

يُسلط هذا الملخص التنفيذي الضوء على كيفية تنفيذ التقييم التجريبي لتدخل "لنقرأ بطلاقة!" في المدارس الابتدائية في الأردن في 2021 – 2022، والنتائج التي تمخضت عنه. يتمثل الغرض من هذا التقييم التجريبي في تحليل جدوى التدخل والأدلة على فاعليته، عدا عن تقييم مدى جاهزيته لتنفيذه بشكل عملي واختبار فاعليته. يهدف التقييم التجريبي أيضًا إلى تقديم أدلة أولية على تأثير تدخل "لنقرأ بطلاقة!"، وآليات التغيير، والدروس المستفادة لتوجيه عملية التنفيذ على نطاق أوسع في المستقبل.

المشكلة: تطوير مهارة القراءة باللغة العربية  

يعد الأساس القوي في مهارة القراءة أحد العوامل المهمة للتنبؤ بالنجاح التعليمي. إذْ تُظهر الأدلة أنّ صعوبات القراءة في عمر مبكر يمكنها أن تستمر مع الأطفال، مما يحد من قدرتهم على تحقيق كامل إمكاناتهم (Brombacher et al., 2012)، وتُشير أيضًا إلى تدني مستوى أداء التلاميذ في الاختبارات الدولية والمحلية في الدول التي تستخدم القراءة والنصوص باللغة العربية في التدريس (Eckert et al, 2020). على سبيل المثال، أشارت نتائج تقييم مهارات القراءة للصفوف المبكرة (إغْرا) الذي أُجري في الأردن منذ 2012 أنّ الأطفال في سن المدرسة الابتدائية لا يمكنهم تحقيق المؤشرات المعيارية للفهم والاستيعاب (RTI International, 2018). عطفًا على ذلك، قدرت نتائج البرنامج الدولي لتقييم الطلبة في 2018 أنّ 52% من الأردنيين في سن الـ 10 سنوات غير قادرين على قراءة نص قصير مناسب لفئتهم العمرية. تُفيد الأدلة المتوفرة في هذا الشأن أنّ تعويض التلاميذ لهذا الفاقد التعليمي خلال المراحل التعليمية القادمة أمر مستبعد جدًا، مما يترك عندهم فجوة كبيرة طوال دراستهم وحياتهم (World Bank, 2019). وعليه، يكون تقديم الدعم المناسب في السنوات الأولى من الدراسة أمرًا ضروريًا وحتميًا للتقليل من "فجوة الأداء" هذه.

يواجه المتعلمون للّغة العربية تحديات فريدة: إذْ أنّ النص معقد نسبيًا، وقد يواجه التلاميذ مشاكل تتعلق بالإدراك البصري، فضلًا عن أنّهم يستخدمون لهجات متنوعة في المنزل والتي تختلف عن اللغة العربية الفصحى الحديثة التي تُدرس في المدارس (Abadzi, 2017; Eckert et al, 2020). في ضوء ذلك، يتعين على التلاميذ الذين يدخلون المدرسة استيعاب مفردات اللغة العربية الفصحى بالإضافة إلى تطوير مهارات القراءة لديهم (مثل المعرفة بالقراءة والقواعد) ليتسنى لهم فهم النص. وبالنظر إلى الصعوبات والتحديات اللغوية التي قد تواجه القراء باللغة العربية، من المهم تحديد المنهجيات التي ستساعدهم على اكتساب مهارات القراءة تلك، وإحدى تلك المنهجيات هي تدخل "لنقرأ بطلاقة!"

الحلول الممكنة: تدخل "لنقرأ بطلاقة!"

"لنقرأ بطلاقةّ" تدخلٌ يهدف إلى دعم الأطفال لتطوير مهارات القراءة الأساسية باللغة العربية، بالاعتماد على طرق التدريس وكتب تدريبات القراءة القائمة على الممارسة وعلم الصوتيات. في هذا النموذج، يتعلم التلاميذ كيف يعالجون النص المكتوب بسرعة من خلال تكرار الحروف والكلمات الفردية إلى أن يُتقنوا قراءتها بشكل تلقائي. يهدف ذلك إلى تمكينهم من فك الحروف وتمييز الروابط بينها لقراءتها على نحو أسرع، ليتمكنوا من القراءة بطلاقة من جهة، ويحرروا الذاكرة العاملة من جهة أخرى لتتمكن من تذكر المعلومات المهمة وممارسة التفكير النقدي. ويُنظر إلى الوقت المستغرق في التدرب على القراءة وتلقي الملاحظات في الوقت المناسب (أي التعزيز والتصحيحات) باعتبارها عوامل مهمة للتنبؤ بالقدرة على القراءة.

في غضون الجلسات التي تمتد إلى 30 دقيقة، يتّبع المعلمون طريقة التدريس "أنا أقرأ، نحن نقرأ، أنت تقرأ"، والتي تتضمن ما يلي: 

  • أولًا، يُقدم معلم الصف، باستخدام نُسخ كبيرة من الكتب المدرسية، أصوات أو مجموعات الحروف، بالإضافة إلى الطريقة النموذجية لـ "قراءتها". ("أنا أقرأ"). 
  • ثم يتدرب الطلبة على "القراءة" معًا بالتكرار من وراء المعلم ("نحن نقرأ"). ويتم الانتهاء من هاتين الخطوتين خلال الـ 10 - 15 دقيقة الأولى من الجلسة.  
  • أخيرًا، يعمل المتعلمون بشكل مستقل باستخدام كتب تدريبات القراءة، وينطقون الأحرف والكلمات وأصبعهم يتتبّع النص ("أنت تقرأ"). يقتصر دور المعلم، في هذه المرحلة من التدرب على القراءة بشكل مستقل، على تشجيع الطلبة على القراءة وتصحيح أخطائهم.