Queen Rania Foundation

ما تعلمناه من مقدمي طلبات جائزة الملكة رانيا لريادة التعليم

جاء إطلاق جائزة الملكة رانيا لريادة التعليم كخطوةٍ أولى صغيرة ضمن رحلةٍ طويلة، ولكن مهمة نحو تحفيز مشاريع ريادة التعليم عبر العالم العربي. وقد كنا موفقين  لتلقي أكثر من 800 طلب للمشاركة في المنافسة. وذلك لأنه مجال تنافسيّ للغاية، إلا أن هذه المنافسة أصبحت أقوى من غيرها بوجود لجنة تحكيم من الخبراء يشرفون على عملية تقييم  كلطلب. ولسوء الحظ، بالرغم من أننا نرغب بذلك بشدة، إلا أننا ببساطة لم نتمكّن من تقديم ملاحظات شخصية لجميع المتقدمين الثمانمائة. ولكننا حاولنا أن نجمع بعض السمات الأساسية التي جمعت بين بعض المتقدمين الأكثر بروزاً من غيرهم.

فيما يلي خمس سماتٍ شهدناها بشكلٍ مستمر وثابت في أبرز الطلبات المقدمة:

السمة الأولى: الاستجابة للتحديات التعليمية الرئيسية

تمكن المتقدمون الناجحون من تحديد طبيعة ومدى التحدي الذي كانوا يتعاملون معه في مجال التعليم من خلال الاعتماد على البيانات والأبحاث ومن ثم استطاعوا تحديد  طريقة فعالة للتصدي لذلك التحدي. والذي بدوره أظهر مدى أهمية الاستجابة الكفؤة لتحقيق الازدهار في الوطن العربي.

 

السمة الثانية: استيعاب الجوانب التي من شأنها أن تحدث التغيير وتقديم التفاصيل حول رحلتهم في تقصي الأدلة

كانت الردود الأكثر شيوعاً لمقدمي الطلبات تساوي بين مقاييس مشاريع الأعمال (مثل معدلات التحويل أو الاحتفاظ) والأثر الاجتماعي (الذي يمثل بالنسبة لنا التغيير فيما يعرفه المتعلم أو ما يمكن أن يقوم به).

وفي كثيرٍ من الأحيان، كانت الأدلة المقدمة قصصية أو شخصية أو مرتبطة بمستويات الرضا. فمن الحقائق المزعجة أنه إذا أْعجب المتعلم (أو أحد الوالدين) بشيءٍ ما فإن هذا لا يعني أنه قد تعلّمه.

برأينا، فإن ذلك يشير إلى أن يجب على المنطقة تقديم دعمٍ مصممٍ بشكلٍ أفضل لرياديي المشاريع التعليمية فيما يخص توفير الأدلة. وخيرُ مثالٍ على هذا البرنامج هو برنامج EDUCATE في لندن.

 

السمة الثالثة: فهم المتقدمون الجوانب الاقتصادية لمشاريعهم وكيف يمكنهم تطبيق  ذلك على نطاق أوسع

استطاع أفضل المتقدمين تزويد تفاصيل تتعلق بالإيرادات المالية التي تحققها مشاريعهم والتي من شأنها أن  تحقق استمرارية لعملهم. كما أثبت المتقدمون أنهم على اطلاع بالجوانب الخاصة بالتكاليف المرتبة عليهم. وكانوا يعرفون أيضاً كيف ستتأثر هذه الجوانب عند التوسع.

 

السمة الرابعة: فكّر المتقدمون بعمق في منهجية التوسع

لدى مراجعة ملاحظاتنا، أدركنا أننا قد شهدنا الكثير من المبادرات العظيمة التي قدمت أموراً جيدة للعالم ولكنها لم تتمتع بفرص للتوسع (وهو متطلب واضح للمشاركة في المنافسة). على سبيل المثال، سعدنا حقاً أن تكون الأندية وورش العمل خارج المدرسة وخبرات المعسكرات الصيفية التي تساعد الأطفال في البرمجة أو الابتكار أو تعلم اللغة الإنجليزية استطاعت حقاً أن تسُدّ فجوةً هامة في  المنظوم التعليمي.

ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى لم تفكّر في تفاصيل وسبل التوسع. على سبيل المثال، لم يفكروا حقاً في سبل توثيق منهجيتهم أو منح حق الامتياز لغيرهم لاستخدامها أو ضمان جودتها، وذلك بهدف السماح للآخرين لتنفيذ هذه المشاريع.

ولكي نكون واضحين، في حين أن استخدام التكنولوجيا الرقمية هو منهجية مناسبة للإجابة عن سؤال التوسّع، إلا أن هناك منهجياتٍ أخرى.

 

السمة الخامسة: وجود فريق غير اعتيادي لإدارة هذه المشاريع

من الجوانب المدهشة التي وجدناها في العديد من الطلبات هو مقدار الوقت والجهد المبذول في وصف الفريق الذي يقود عجلة المشروع الناشئ - وخاصةً سبب استعدادهم بشكلٍ جيد للتعامل مع التحدي الاجتماعي المحدد. من ناحيةٍ أخرى، استطاع مقدمو الطلبات الناجحون تحديد مزيج المهارات بعناية وبطريقةٍ منطقية، حيث يُظهر ذلك قدرتهم المتعمقة على توضيح احتياجات مشاريعهم (والمتعلمين). وفي كثيرٍ من الأحيان، كان هناك سجلاً كبير من النجاحات ذات العلاقة التي جعلت القارئ على ثقة من أن النجاح التالي في تحقيق الإنجازات أمرٌ لا مفرّ منه.

وفي الختام، وكما توقعنا، وصلتنا بعض الطلبات التي لم تستوفِ معايير الأهلية. على سبيل المثال، كانت هذه المشاريع ممولة في المقام الأول من خلال منحة أو مشاريع لتمويل المشاريع الخيرية. ورغم وجود نموذج عمل تجاري، فلم يكن ذلك أساساً لنجاحهم.

وفوجئنا أيضاً بأن هناك بعض الفرص الواضحة لتحسين عملية التعلُّم لكنها لم تظهر بشكلٍ بارز ضمن الطلبات. على سبيل المثال، كنا نتوقع أن نرى المزيد من نماذج المدارس الخاصة ذات التكاليف المنخفضة، ومقدمي مراكز رياض الأطفال التي تركز على النتائج فضلاً عن نماذج قابلة للتطوّر الفعّال للمعلمين. وهناك أيضاً فرصة لإحراز المزيد من الابتكار في نماذج الأعمال (مثل نماذج الدفع بناءً على النتائج واتفاقيات تقاسم الدخل)، والكثير من المجالات للمزيد من استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين النتائج (مثل تمكين أنماط جديدة من التقييم أو تقديم الدعم الذكي للمعلمين لمساعدتهم على تنظيم عملية التعلّم بشكلٍ أفضل).

نأمل أن تكون هذه الأفكار مفيدةً وقادرةً على مساعدة المتقدمين في تحسين طريقة تفكيرهم وعروضهم القادمة. وأخيراً، نود أن نؤكد مجدداً على امتناننا لجميع المتقدمين الذين خصصوا وقتهم في شرح عملهم والأسباب التي تجعل منه مشروعاً مهماً.

شكراً لكم!