Queen Rania Foundation

كويزيتو: تشجيع حب المطالعة من خلال الألعاب التحفيزية

Quizzito

بينما تؤكد الدراسات على أهمية القراءة في التعليم والتطور الذهني، إلا أنه وللأسف  تشير التقارير إلى انخفاض مستويات القراءة في العالم العربي، مع وجود بعض التقارير التي تشير إلى أن الطفل العربي يقرأ للمُتعة بمعدل 15 دقيقة فما دون في السنة الواحدة. ولكن هناك العديد من المبادرات وجهوداً متزايدة على المستوى الإقليمي للنهوض بمستوى القراءة مثل "نحن نحب القراءة" و "تحدي القراءة العربي"، كما يقوم البعض بالعمل لتوفير محتوىً عالي الجودة باللغة العربية، مثل الجهود المبذولة في "لمسة" و"عصافير" و"المفكرون الصّغار". في هذه المقابلة، التقى ممثلو مؤسسة الملكة رانيا مع يوسف شايب، أحد مؤسسي كويزيتو، والتي تعمل على تشجيع الأطفال العرب على القراءة بطرق إبداعية.

تم تحرير المقابلة وتلخيصها.

مؤسسة الملكة رانيا: شكراً لك على تواجدك معنا. متحمسون لمعرفة المزيد عن رحلتك. هل لك أن تحدثنا عن نفسك- وتشاركنا قصتك؟

أنهيت دراستي الجامعية في تكنولوجيا المعلومات من الجزائر واستكملت دراستي بالحصول على دورات عبر الإنترنت من خلال جامعة ستانفورد في الريادة المجتمعية والتفكير التصميمي. خلال دراستي للهندسة، أتممت أطروحة حول تكنولوجيا التعليم وتناولت منصة إدراك الإلكترونية للتعلُّم.

جاءت الفكرة عندما اكتشف صديق لي يقطن في سويسرا وقد نشأ على حب القراءة، أن أطفاله الذين  نشؤوا في الدول العربية ليس لديهم حب للقراءة والمطالعة مثله، على الرغم من الجهود التي يبذلها لتشجيعهم على القراءة. فعلياً، هذه هي المشكلة التي نريد حلها في كويزيتو.

لقد خرجنا بالشعار: اقرأ- العب- اربح ، واستفدنا من تقنيات الألعاب التحفيزية  لتشجيع الطلاب على حب القراءة والاستمتاع بها. بدأنا بالطلاب الأضعف أداءً وأنشأنا النموذج الأول معهم- تخيل الطلاب الذين يجلسون في آخر الصف. التصميم بسيط: إذا أردت الفوز بهدية، عليك قراءة قصة والإجابة على أسئلة الاستيعاب. أدركنا سريعاً أن بين أيدينا وصفة نجاح، وانتقلنا بنموذجنا الأول إلى مرحلة التسويق، ومع مرور الوقت طورناه ليصل إلى المنتج الذي نراه الآن والذي يتكون من عنصرين: أولاً، "عائلات كويزيتو" التي تخاطب الأسرة وتتيح للآباء والأمهات وضع مكافئات تعتمد على النقاط عند اجتياز مراحل معينة في القراءة. ثانياً، "معلم كويزيتو" والذي يستهدف المدارس ويتيح للمعلم دمج القصص بالمنهج وبنفس استراتيجية اللعب المستخدمة، كما يتيح للمعلم إطلاق ألعاب صغيرة  بنقاط في الصف لتتبع الطلاب الأكثر قراءة.

نعمل من خلال نموذج "فريميوم" (freemium)  حيث يستطيع المستخدم المجاني الوصول إلى المحتوى، لكن لا  يستطيع إطلاق مسابقاته الخاصة، أما المشتركين المميزين من فئة المعلمين يستطيعون إطلاق 12 مسابقة كل منها يحتوى على 30 متسابق- بتكلفة 14$ في السنة، وبالنسبة للآباء والأمهات، فهي 12$ للأسرة الواحدة المكونة من 5 أفراد على الأكثر لسنة كاملة.

كما أننا نحصل على الإيرادات أيضاً من خلال  العمل مع الشركات التي ترعى المسابقات المفتوحة مجاناً للمشتركين الحاليين.

لدينا حالياً مستخدمين من الجزائر وتونس والمغرب والإمارات والسعودية والأردن. كما لدينا 20,000 قارئ قرؤوا جميعاً حوالي 200,000 كتاب.

 

مؤسسة الملكة رانيا: ماهي أكبر التحديات التي تواجهونها اليوم؟

لدينا تحديات داخلية وأخرى تتعلق بالعمل في المنطقة العربية. داخلياً، نعمل على خفض معدل الإنفاق لنتمكن من العمل والتقدم بفاعلية عالية. معظم التكاليف تتعلق بالمحتوى وتطوير الاختبارات القصيرة. نعمل حالياً على تطوير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتي تساعدنا في توليد المحتوى والاختبارات القصيرة بتكاليف أقل. كما نحاول تحسين نموذج الأعمال الخاص بنا لمساعدة المعلمين على جذب الدعم من الشركات الراعية للمنافسات التي يقومون بتنفيذها في مدارسهم.

أما على المستوى الإقليمي، فإننا نبذل جهوداً في سبيل مساعدة الآباء والأمهات للربط بين حب القراءة والتحصيل الدراسي. فعلى الرغم من أن المفهوم واضح في العديد من الدول المتقدمة إلّا أن الآباء والأمهات في منطقتنا لا  يرون رابط مباشر إلى الآن، ويميلون إلى تعريف التعليم على أنه الدراسة من أجل المدرسة فقط. نأمل بأننا مع الوقت سنتمكن من لمس التحسُّن في مهارات القراءة والاستعداد للتعلم من خلال التطبيق. إذا تمكّنا من إبراز البيانات التي تشير إلى هذا التحسن  سنتمكن من اقناع الآباء والأمهات بأهمية القراءة.

 

مؤسسة الملكة رانيا: ما هي الدروس الأهم المستخلصة من رحلتك لغاية الآن؟

تتركز الدروس المستفادة لنا كرياديين في ثلاثة محاور رئيسة: أولاً، عند تحديد ملاءمة المنتج للسوق، لابد من التركيز على الهدف وتحديد المستخدمين بصورة دقيقة. في وضعنا، على سبيل المثال، أدركنا سريعاً أنه لا ينبغي علينا استهداف المعلمين بصورة عامة، بل استهداف المعلمين الأصغر، الذين يملكون قدرات أفضل على استخدام التكنولوجيا. ثانياً، تعلمنا أهمية استخدام التعلُّم الآلي في التعليم لضمان تخصيص التجربة للمستخدم- وهو أمرٌ بالغ الأهمية في إبقاء القارئ الصغير مهتماً ومنخرطاً في القراءة. ثالثاً، لا تحتاج إلى ميزانية تسويق ضخمة لتوسيع نطاق وصول منتجك، ولكن عليك أن تبذل جهد كبير في تحديد الشركاء المناسبين والذين لديهم نماذج أعمال ملائمة لأهدافك. إذا نجحت في ذلك، ستتمكن من إيصال منتجك بميزانية تسويق قليلة وفريق محدود.

 

مؤسسة الملكة رانيا: معظم رياديي التعليم يدخلون المجال بهدف خلق تأثير إيجابي وعوائد جيدة. كيف توازن بين الرسالة والربح في كويزيتو؟

على رأس أولوياتنا هو توفير طريقة مجانية للطلاب والمعلمين للوصول إلى منتجاتنا. ثانياً، نبحث دوماً عن الشراكات مع المنظمات غير الحكومية والشركات التي تستطيع مساعدتنا في تقديم أفضل قيمة للمستخدمين مجاناً من خلال دعم عروضنا أو رعايتها بالكامل.

 

مؤسسة الملكة رانيا: في الختام، برأيك ما هي التوصيات أو الأفكار التي من شأنها تحسن الابتكار في التعليم والريادة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟  

رسالتي للرياديين الذين يحرصون على تحسين التعليم في منطقتنا هي أنه بإمكانهم جني الأرباح باستخدام نموذج فريميوم (مجاني مع ميزات مدفوعة). ثانياً، لابد من التركيز على البيانات، فعند حصولك على البيانات المناسبة ستتمكن من تقديم مُنتجٍ أفضل وتحسين مخرجات التعلم بتكاليف أقل. تساعدنا البيانات في الوصول إلى قرارات أفضل على مستوى الأنظمة. أما نصيحتي الأخيرة فهي لصانعي السياسات وهي أهمية عمل قواعد بيانات مفتوحة تساعدنا في حشد مصادر الابتكار لمجابهة تحدياتنا المختلفة.

 

مؤسسة الملكة رانيا: شكرا لك على وقتك وعلى الإجابات المفيدة. نتمنى لك وللفريق المزيد من التقدم والنجاح.