Queen Rania Foundation
class

تجميع الطلبة حسب التحصيل داخل الصف الدراسي

أثر محدود بتكلفة منخفضة جدًّا بناءً على أدلّة محدودة جدًّا.

المزيد
التكلفة
قوة الأدلة
الأثر (شهر)
+2
حجم التأثير
0.17

ما هو؟

يُقصد بالتّجميع داخل الصّفّ الدّراسيّ (يُعرف أيضًا باسم التّجميع حسب التّحصيل داخل الصّف الدّراسيّ) تنظيم الطّلبة في صفّهم المعتاد من أجل أنشطة أو موضوعات محدّدة؛ مثل تعليم القراءة والكتابة أو الرّياضيّات. وفي هذا الأسلوب، يتجمّع الطّلبة ذوو المستويات المتماثلة من التّحصيل الحاليّ معًا؛ كأن يجلسوا معًا على طاولات محدّدة مثلًا. إلّا أنّ طلبة الصّفّ جميعهم يُدرَّسون من قِبل معلّميهم وكادر المعلّمين المساعدين، وعادة ما يتبعون جميعهم المنهج الدّراسيّ نفسه، لكن بمستويات مختلفة من الصّعوبة.

يهدف هذا النّوع من التّجميع إلى التّوفيق بين القدرات الحاليّة للطّلبة والمهامّ والأنشطة والدّعم المقدّم، على نحوٍ يتلقّى معه الطّلبة جميعهم المستوى المناسبَ من التّحدّي.

ويمكن أن يتضمّن تجميع الطّلبة داخل الصّفّ استخدام أساليب أخرى؛ مثل التّعلّم التّعاونيّ، أو الاستراتيجيّات المُوجَّهة. (انظر: استراتيجيّات الاستيعاب القرائي).

مع أنّ التّجميع داخل الصّفّ يوصف أحيانًا باسم "التّجميع حسب القدرات"، فإنّنا نشير هنا إلى "التّحصيل" بدلًا من "القدرات"؛ نظرًا لأنّ المدارس تستخدم عمومًا مقاييس الأداء الحاليّ لا مقاييس القدرات لتجميع الطّلبة.

في المملكة المتّحدة، يعدّ التّجميع حسب التّحصيل داخل الصفّ أكثر شيوعًا في المدارس الابتدائيّة منه في المدارس الثّانويّة؛ ففي المدارس الابتدائيّة، قد يشمل ذلك تجميع الطّلبة معًا على طاولات محدّدة، لكن لا ينطبق ذلك عادةً على المدارس الثّانويّة. ولا تبحث الأدلّة البحثيّة في أثر عمل الطّلبة في مجموعات، إنّما في أثر تجميعهم حسب التّحصيل الّذي قد يتضمّن أو لا يتضمّن عملهم في مجموعات.

النّتائج الرّئيسة

1. للتّجميع حسب التّحصيل داخل الصّفّ أثر إيجابيّ يتمثّل في إحراز تقدّم يعادل شهرين إضافيّين في المتوسّط، غير أنّ موثوقيّة الأدلّة ضعيفة جدًّا، وثمّة تباين وراء هذا المتوسّط.

2. من المهمّ النّظر بعناية في المحتوى المناسب لأسلوب التّجميع حسب التّحصيل داخل الصّفّ؛ فبرغم أنّ الأثر في الرّياضيّات كان إيجابيًّا، إلّا أنّ الدّراسات التي قاسَت نتائج مهارات القراءة والكتابة لم تُشِر إلى أيّ اختلاف في المتوسّط.

3. ينبغي النّظر في أثر التّجميع حسب التّحصيل داخل الصّفّ الدّراسيّ على الطّلبة ذوي التّحصيل المتدنّي، ورصد مشاركتهم ومواقفهم تجاه التّعلّم بعناية.

4. قد تتمثّل إحدى فوائد التّجميع داخل الصّفّ الدّراسيّ في مرونة ترتيبات التّجميع. ونظرًا لأنّ الطّلبة يُحرِزون التّقدّم بمعدّلات مختلفة، فإنّ الرّصد والتّقييم المنتظمين مهمّان للتّقليل من التّوزيع الخاطئ للطّلبة، ولضمان تلقّي الطّلبة جميعهم مستوياتٍ مناسبة من الصّعوبة.

ما مدى فاعليّة الأسلوب؟

يتمثّل أثر التّجميع داخل الصّفّ الدّراسيّ في إحراز تقدّم يعادل شهرين إضافيّين في المتوسّط على مدى عام.

وقد يكون لتجميع الطّلبة حسب التحصيل داخل الصّفّ أثر في نتائج أوسع نطاقًا مثل الثّقة؛ إذ تشير بعض الدّراسات من قاعدة الأدّلة الأوسع إلى أنّه قد تكون للتّجميع -استنادًا على التّحصيل الدّراسيّ- آثار سلبيّة في الأجل الطويل على مواقف الطّلبة ذوي التّحصيل المتدنّي ومشاركتهم؛ فعلى سبيل المثال: قد يؤدّي إلى إضعاف إيمانهم بإمكانيّة تحسين تحصيلهم ببذل الجهد.

ما زالت الأدلّة حول أسلوب تجميع الطّلبة حسب التّحصيل داخل الصّف الدّراسي غير حاسمة، لكن وَجدت الدّراسات أنّ ثمّة أدلّة واعدة حول تحسين المهارات الاجتماعيّة والأكاديميّة للطّلبة. فقد ذكرت الدّراسات الّتي أُجريت في المملكة العربيّة السّعوديّة والإمارات العربيّة المتحّدة والكويت وقطر أنّ هذا الأسلوب يمنح الطّلبة فرصًا لتحسين تعلّمهم عندما يتفاعلون مع الآخرين ويتعلّمون من الأخطاء. طُبّق هذا الأسلوب لتحسين فهم الطّلبة في الموادّ الصّعبة كالعلوم والرّياضيّات، وأيضًا لتعزيز مهارات القرن الواحد والعشرين لديهم. 

وُجد أيضًا أنّ استخدام أسلوب التّعلّم التعاوني/"جيغسو" (Jigsaw) ومناقشات المجموعات الصّغيرة استراتيجيّات مفيدة في الغالب عند تطبيق أسلوب تجميع الطّلبة حسب التّحصيل داخل الصف الدراسي، لكن أوصى الباحثون بأن يتم إعداد المعلّمين وتدريبهم بشكل أكبر على تطبيق هذا الأسلوب داخل الصف. إضافة إلى ذلك، تشكّل المناهج الدّراسية وأساليب التّقييم في بعض السّياقات عوائق محتملة تحول دون تطبيقه. ليس ذلك فحسب، لكن عندما يكون معظم الطّلبة داخل الصّف من ذوي التّحصيل المتدنّي، يكون لذلك أثر سلبي في جودة مناقشات الطّلبة وتفاعلاتهم وإتمامهم للمهام في مجموعاتهم.  

وحتّى الآن، تُعد الأبحاث حول أسلوب تجميع الطّلبة حسب التّحصيل داخل الصّف الدّراسي محدودة في هذه المنطقة بالرّغم من تحقيق بعض الفوائد في تعزيز ممارسات التّدريس الفعّالة. وثمّة حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث في هذا المجال، بما في ذلك استخدام عينات أكبر من الطّلبة والمعلّمين لمواد مختلفة ومن سياقات مختلفة في العالم العربيّ. إضافة إلى ذلك، تُعدّ الدّراسات التّجريبيّة وطويلة المدى ضروريّة للتّركيز على دراسة عوامل التّدريس الأكثر دعمًا لتطبيق هذا الأسلوب وتحسين تعلّم الطّلبة. كما أنّ دراسة تجارب الطلبة ستُعدّ المعلمين أيضًا للتّطبيق النّاجح له، مما يؤدّي إلى تلبية احتياجات الطّلبة الأكاديميّة بشكل أفضل ودعم تعلّمهم.    

ما وراء متوسّط الأثر

تبدو فوائد هذا الأسلوب أكثر وضوحًا بالنّسبة لطلبة المرحلة الابتدائيّة (+3 أشهر) مقارنةً بطلبة المرحلة الثّانويّة (لا يوجد أثر كُلّيّ)، مع أنّ إجماليّ عدد الدّراسات في المدارس الثّانويّة قليل.

يبدو أنّ الأثر أكبر في الرياضيّات (+4 أشهر) منه في الموادّ الأخرى.

سدّ فجوة الطّلبة الأقلّ حظًّا

كما هو الحال مع التّجميع في صفوف مختلفة حسب المادة (Setting) أو التّجميع في صفوف مختلفة في الموادّ جميعها (Streaming)، تشير الأدلّة إلى أنّ الطّلبة الأقلّ حظًّا قد يعانون من انخفاض توقّعات المعلّمين منهم؛ ممّا يزيد من فرص تجميعهم مع الطّلبة الأقلّ تحصيلًا. وفي حال لم تُنظَّم المجموعات بمرونة ولم يُرصَد أثر التّجميع على انخراط الطّلبة ودافعهم، فقد يكون للتّجميع داخل الصّفّ الدّراسيّ آثار سلبيّة على الطّلبة الأقلّ حظًّا.

وأشارت دراسة حديثة أجريت بتكليف من مؤسّسة الوقف التّعليميّ (EEF) إلى أنّ المدارس الّتي تضمّ نسبًا عالية من الطّلبة الأقلّ حظًّا تَستخدِم تدريس الصّفّ بأكمله لطلبة المرحلة الأساسيّة الثانية (من سنّ 7 إلى 11 سنة) بدلًا من التّجميع داخل الصّفّ الدّراسيّ، غير أنّ هذه النّتيجة لم تكن متّسقة في مختلف المراحل الرّئيسة.

كيف يمكن تطبيقه في سياقك؟

من خلال تكييف التّدريس مع احتياجات الطّلبة ومعارفهم السّابقة، قد يتمكّن المعلّمون من دعم تعلّم الطّلبة وتوسيع نطاقه وجعله أكثر تحدّيًا بشكل فعّال.

وقد يشمل التّطبيق الفعّال لأساليب التّجميع داخل الصّفّ الدّراسيّ ما يلي:

  • الاستخدام الفعّال للتّقييم؛ لتحديد المعارف السّابقة للطّلبة ومستوى فهمهم والعوائق المحتملة الّتي تحول دون تعلّمهم.
  • تجميع الطّلبة بمرونة حتّى يعرفوا أنّ القدرات ليست ثابتة.
  • تكييف التّدريس مع احتياجات الطّلبة، وتوفير الدّعم المُوجَّه للطّلبة الّذين يواجهون صعوبات.
  • إعادة صياغة الأسئلة ومحتوى الدّروس لتوفير المزيد من الدّعم أو لتوسيع نطاق تعلّم الطّلبة وتحدّيهم بشكل أكبر.
  • رصد أثر التّجميع على المشاركة والدّافع بعناية.

في المتوسّط، تشير الأدلّة إلى وجود آثار أكبر في الرّياضيّات، ومن المهمّ بشكل خاصّ أن ينظر المعلّمون في المحتوى المناسب لأسلوب التّجميع حسب التّحصيل داخل الصّفّ الدّراسيّ.

يمكن استخدام تدخّلات التّجميع داخل الصّفّ الدراسيّ بقدر ما يحتاج المعلّمون في عملهم اليوميّ، ويمكن استخدامها بوصفها عمليّة مؤقّتة لمهامّ محددة، أو بوصفها عمليّة روتينيّة منتظمة تُحدَّد من خلالها أماكن جلوس الطّلبة حسب نتائج تحصيلهم السّابقة، وهو أسلوب ينبغي تطبيقه بحذر؛ إذ إنّ عدم إتاحة المرونة في الانتقال بين المجموعات قد يؤدّي إلى شعور بعض الطّلبة بانعدام الثّقة، ممّا يؤدّي إلى انخفاض مستويات المشاركة، ومن ثَمّ التّحصيل.


عند تقديم أساليب جديدة، ينبغي للمدارس النّظر في عمليّة تطبيقها. لمزيد من المعلومات، انظر: الاستفادة من الأدلّة – دليل التّنفيذ للمدارس.

كم تبلغ التّكلفة؟

تشير الأدلة العالمية إلى أن يُقدّر متوسّط تكاليف تطبيق أسلوب التّجميع داخل الصّفّ الدّراسيّ عمومًا بأنّه منخفض جدًّا، وتنشأ التّكاليف المرتبطة بهذا الأسلوب من إعداد أيّ موارد إضافيّة (مثل الموادّ الدّاعمة أو المحفّزات) الّتي تُقدَّم لمجموعات ذات مستويات مختلفة من التّحصيل.

وتفترض هذه التّكلفة التّقديريّة أنّ المدارس تتحمّل أصلًا تكاليف وقت المعلّمين وطرق التّقييم -وربّما برامج الحاسوب- لرصد احتياجات الطّلبة وتحصيلهم، وكلّها تكاليف مطلوبة مسبقًا لتطبيق أسلوب التّجميع داخل الصّفّ الدّراسيّ، وهي تكاليف يُرجّح أن تكون أعلى في حال لم تكن مدفوعة.

لا يوجد معلومات حتّى الآن عن التّكاليف عربيًّا.

ما مدى موثوقيّة الأدلّة؟

صُنِّفت موثوقية الأدلّة حول التّجميع حسب التحصيل داخل الصّفّ الدّراسيّ على أنّها ضعيفة جدًّا، ولم تستوفِ سوى 22 دراسة معايير الإدراج في مجموعة الأدوات، وفقدَ الموضوع قفلًا إضافيًّا لأنّ نسبة ضئيلة من الدّراسات أُجرِيَت مؤخّرًا، مما يشير إلى أنّ البحث قد لا يمثّل الممارسات الحالية.

وكما هو الحال مع أيّ مراجعة للأدلة، تُلخّص مجموعة الأدوات متوسّط أثر الأساليب الخاضعة للأبحاث في الدّراسات الأكاديميّة. ومن المهمّ مراعاة سياقك واستخدام تقديرك المِهْنيّ عند تطبيق الأسلوب في بيئتك.

الشركاء