ما هي؟
تُعرَّف المشاركة في الفنون على أنها المشاركة في الأنشطة الفنية والإبداعية، مثل الرقص أو الدراما أو الموسيقى أو الرسم أو النحت، ويمكن أن تتم هذه المشاركة كجزء من المنهج الدراسي، أو كنشاط خارج نطاق المناهج الدراسية. ويمكن تنظيم المشاركة في شكل أنشطة أسبوعية أو شهرية منتظمة، أو برامج مكثفة مثل المدارس الصيفية أو الدورات الداخلية. وفي حين أن هذه الأنشطة لها قيمة تعليمية في حد ذاتها، إلا أن مجموعة الأدوات هذه تركز على فوائد المشاركة في الفنون التي تعود على التحصيل الأكاديمي الأساسي.
ما مدى فعاليتها؟
بشكل عام، يبدو أن أثر المشاركة في الفنون على التعلّم الأكاديمي إيجابي ولكنه منخفض، فقد تم تحديد تحسينات في النتائج في كل من اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم، وقد وُجدت فوائد في كل من المدارس الابتدائية والثانوية، وكانت الآثار أكبر في المتوسط بالنسبة للمتعلمين الأصغر سنًّا وكذلك للتلاميذ المحرومين في بعض الحالات.
بالإضافة إلى ما سبق فقد رُبط بين بعض الأنشطة الفنية وتحسّن في نتائج محددة، على سبيل المثال توجد بعض الأدلة على وجود صلة إيجابية بين الموسيقى والوعي المكاني، وبين الدراما والكتابة.
كما تم الإبلاغ باتّساق عن فوائد أوسع نطاقًا مثل المواقف الإيجابية تجاه التعلم، وزيادة الرفاه.
تظهر الأدلة حول المشاركة في الفنون في العالم العربي أثرًا واعدًا على السلامة البدنية والعاطفية للطلبة، كذلك على التطور الأكاديمي والاجتماعي لهم. وقد ذكرت الدراسات التي أُجريت في الأردن وفي الإمارات العربية المتحدة وفي المملكة العربية السعودية أن استخدام المعلمين للموسيقى أو الدراما أدى إلى تعزيز التطور المعرفي والبدني للطلبة. وفي دراسة أُجريت في فلسطين تبيّن أن المشاركة في الفنون حسّنت التفكير الإبداعي والدافعية لدى طلبة الثانوية.
المشاركة في الفنون أسلوب يستخدمه المعلمون لتهيئة جو إيجابي داخل الصف، وللمساعدة على خفض توتر الأطفال، فقد زاد التدريس القائم على الدراما بشكل خاص تفاعل الطلبة، وخلق بيئة تعلّم تعاونية تؤدي إلى تحسين نتائجهم. لغير أن الباحثين سلطوا الضوء على بعض العوائق المحتملة التي تقف أمام تعليم مادة التربية الفنية في العالم العربي، وتتضمن الأمثلة على ذلك عدم تدريب المعلمين على تصميم وتطبيق الأنشطة التعليمية الفنية، ومحدودية الميزانية المخصصة، ونقص الموارد الضرورية، وجمود المناهج الدراسية التقليدية.
وعلى الرغم من وجود عدد من الدراسات التجريبية التي أُجريت حول المشاركة في الفنون في هذه المنطقة، إلا أنه ما تزال ثمة فجوات يمكن البحث فيها، لا سيما من خلال إجراء دراسات طولية إضافية، وتضمين كلا الجنسين لتحديد نقاط التشابه والاختلاف في النتائج، إضافة إلى ذلك توجد حاجة لإجراء مزيد من الدراسات لاستكشاف فاعلية المشاركة في الفنون في فهم الطلبة وتطوّرهم المعرفي.
ما مدى قوة الأدلة؟
ثمة عدد من المراجعات المنهجية والتحليلات التجميعية التي وجدت فوائد بسيطة للمشاركة في الفنون. ويعكس الأثر المتمثل في إحراز تقدم يعادل شهرين هذا النمط من النتائج. وقد صُنفت جودة الأدلة على أنها معتدلة لأنه على الرغم من وجود خمس مراجعات تستند إلى دراسات تجريبية، فإن حجم الأثر تفاوت تفاوتًا كبيرًا.
كم تبلغ التكاليف؟
تتفاوت التكاليف تفاوتًا كبيرًا بدءًا من مجموعات الدراما للصغار ذات الاشتراكات السنوية البسيطة (حوالي 20 جنيهًا استرلينيًا،25.7 دولارًا أمريكيًا و18.2 دينارًا أردنيًا) ومجموعات الرقص المنظمة للشباب التي تكلف حوالي 5 جنيهات استرلينية (6.4 دولار إمريكي، 4.6 دينار أردني) لكل جلسة، إلى دروس الموسيقى عالية الجودة التي تكلف حوالي 35 جنيهًا استرلينيًا (45.0 دولارًا إمريكيًا، 31.9 دينارًا أردنيًا) في الساعة (أكثر من 1500 جنيه استرليني، 1,929.6 دولار أمريكي، 1,368.1 دينار أردني سنويًا عند عقد جلسات أسبوعية). وبشكل عام تُقدر التكاليف على أنها منخفضة.
التكاليف المحسوبة في الأصل هي بالجنيه الإسترليني، واحتسب الدولار الأمريكي والدينار الأردني عبر oanda.com بتاريخ 22/09/20.
لا يوجد معلومات حتى الآن عن التكاليف العربية.
ما الأمور التي يجب عليّ مراعاتها؟
- تشير الأدلة البحثية إلى وجود مجموعة واسعة من الآثار المُتحققة من البرامج التي دُرست. ما العلاقة بين تدخل الفنون الذي اخترته والنتائج التي ترغب في تحسينها، وكيف ستعرف ما إذا كان ناجحًا؟
- تبدو التحسينات في التعلّم أكثر قابلية للتحقيق مع المتعلمين الصغار.
- الأدلة الداعمة للأثر الأكاديمي لتعلّم العزف على آلة موسيقية هي أدلة تُبشّر بالخير بشكل خاص.
- قد توفر الأساليب القائمة على الفنون طريقًا لإعادة إشراك التلاميذ الأكبر سنًّا في التعلّم، ولكن لا يُترجم ذلك دائمًا إلى تحسين مستوى التحصيل. كيف يمكنك استخدام زيادة المشاركة بهدف تحسين التعليم والتعلّم لهؤلاء الطلبة؟
- التدخلات الفنية لها قيمة تعليمية في حد ذاتها، لكنها في المتوسط ليست وسيلة فعالة للغاية لرفع مستوى التحصيل الدراسي الأساسي.
حقوق الطبع والنشر© ٢٠٢٠ مؤسسة الوقف التعليمي. جميع الحقوق محفوظة